كتب عماد حداد: بلغ السيل الزبى عند المسيحيين وطفح الكيل من تكرار تهميشهم المتعمّد ليس فقط على صعيد الرئاسة بل على مستوى المؤسسات الحكومية والإدارات المحلية وفي عقر دار سياساتهم وشؤونهم ومشاعاتهم حتى يكاد المسيحي يشعر أنه مواطن درجة ثانية أو ثالثة في محاولة لتهشيم دورهم ووجودهم من خلال اختيار ممثليهم في السلطة عنوة والهيمنة على قرارهم وتزوير خياراتهم.

يُخطئ من يتوهم بقدرته على فرض خياراته على لبنان بالترهيب والترغيب، ويُخطئ كثيراً من يعتقد أن تغييب الحضور المسيحي في سيبة الدولة بإمكانه أن يحافظ على التركيبة القادرة على عزلهم والمُحبِطة لوجودهم وحقهم في الشراكة في إدارة الدولة واتخاذ القرارات المؤثرة على سائر اللبنانيين، فقد ولّى زمن اختيار قيادات المسيحيين وممثليهم بوسائل ملتوية ومجحفة و “كيف ما كان”.

عندما تصبح المعادلة “أحسن من بلاش” فبلاش هذه التركيبة كلها، فهل يرتضي أهل السنة برئيس حكومة “كيف ما كان”، وهل يقبل الشيعة برئيس مجلس نيابي “كيف ما كان” وهل يوافق الدروز على رئيس أركان “كيف ما كان”؟ فبأي حق ومنطق ودستور تريدون من المسيحيين القبول برئيس للجمهورية “كيف ما كان” بلا لون أو طعم أو رائحة، والأسوأ أن يأتي الرئيس بكل الألوان والأكثر سوءاً أن يأتي الرئيس باللون الأصفر، لأ، بلاش.

لا دولة من دون المسيحيين، وخياراتهم مفتوحة لإعادة اعتبارهم وتصويب النهج القائم على تمنينهم بحمايتهم وهم لم يطلبوا حماية أحد خلال تاريخهم النضالي الطويل الممتد على مدى مئات السنين، فالقوى الأمنية والعسكرية هي المولجة بحماية جميع اللبنانيين وعندما تعجز تلك القوى لن يطلب المسيحيون حماية أحد، أما استمرار التلاعب بالدستور بهذا الشكل وابتزاز المسيحيين فهذا لن يستمر، والخيارات البديلة كثيرة ومتوفرة، وفسّروها “كيف ما كان”.

المصدر: أخباركم اخبارنا