منى طوق

المكان: كنيسة القديس جاورجيوس للروم الكاثوليك، بكفيا. الحدث: رسيتال ومعرض ميلادي. هذا الحدث متميّز، متفّرد ويصعب الغوص في تفاصيله. من مقومات الحدث: أصوات جميلة، عيون ثاقبة، قلوب نيّرة وأيادي تصنع روائع الزينة لعيد ميلاد يسوع المسيح.

الذين غنوا أناشيد الميلاد وأبدعوا، وعزفوا وطالت أصواتهم السماء. هم من ذوي الإحتياجات الخاصة، هم بالأحرى أصحاب الهِمم وأصحاب القدرات. هم في قلب الكنيسة وقلب المجتمع. صفقت لهم الأيادي البيضاء والأهل والأصدقاء. ملأوا أرجاء الكنيسة فرحة وحبورًا. ضاقت بهم قلوب المحبين لشدة حسهم المرهف وأناقة أصواتهم الهادئة التي تحمل كل الحب والرقة وجمالية الخلقية الإنسانية.

بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي كانت له كلمة ثمّن فيها هذه الطاقات والقدرات والمواهب الفريدة. ولفت الى الدور الرائد الذي تقوم به الجمعية لخدمة هؤلاء، فالمهمة تتبلور بتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة ودمجهم في مؤسسات المجتمع، لأنهم يشكلون جزءًا من نسيج هذا المجتمع. وتهدف الجمعية الى إزالة الحواجز وإلغاء الخوف من نفوس الأشخاص ليعرفوا الحياة بمختلف جوانبها.

وتوجّه إلى الحضور بالقول: ادعموا رسالة السلام، فهذا عمل رائع، يتطلب الكثير من التضحيات والمساعي للاستمرار في مسيرة الخدمة الانسانية والحفاظ على الكرامة وبناء إرادة الأبناء. وركّز على أهمية المحبة التي تنمي القلوب وتشكل النقطة الأساسية في الحياة. واعتبر الفن لغة الروح وهوية فنية رائعة يجسدها ذوي الاحتياجات الخاصة بكل قدراتهم.

وأكدت رئيسة الجمعية منال نعمة الزغبي في كلمتها المؤثرة بأن الجمعية تجسّد بتعاون أعضائها رسالة يسوع المسيح، رسالة العطاء والحب المتجدد. فهي توفر بيئة آمنة لذوي الاحتياجات الخاصة وترافقهم وتساعدهم لتطوير مهاراتهم، فيعتمدون على أنفسهم بتحقيق استقلاليتهم. فهم يحتاجون الى الدعم المعنوي والمساعدة الحقيقية الصادقة ليكونوا جزءًا فعّالاً  من المجتمع وبالتالي تخصيص مساحة لهم للتعبير عن إبداعهم والعمل على دمجهم في المجتمع وتمكينهم بأن يكونوا أفرادًا منتجين ومستقلين قدر الإمكان.

هذا الحدث المميّز هو دعوة لتجديد الإيمان بالإنسان وقدراته الإبداعية عندما تتوفر له اليد التي تساعده لتحقيق الأفضل. إنه الإيمان برسالة يسوع المسيح، رسالة المحبة والسلام والأمان… فهؤلاء الذين أنشدوا أغاني الميلاد أدخلوا الفرح الى القلوب وأظهروا أن الإبداع لا يعرف حدودًا أو إعاقات.

يُعبّر هذا الحدث عن رغبة الجمعية في إبراز قدرات الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، ودمجهم في المجتمع بدل إبقائهم مهمشين. كما يعكس رسالة من الأمل والكرامة من خلال الفن، الموسيقى والحِرف اليدوية التي تُظهر أن الأشخاص ذوي الهمم لديهم مواهب وإمكانات تستحق الفرص.

وفي نهاية الرسيتال، افتُتح المعرض الميلادي المجاور للكنيسة، الذي يضم مختلف أنواع الشمع، الشوكولا، هدايا وأعمال يدوية أعدّها شباب وفتيات من الجمعية في مشاغلهم. يستمر المعرض طوال شهر كانون الأول.