عام كامل يمر على انفجار 4 آب والحقيقة لم تظهر بعد.

عام بأيامه ولياليه مرّ  ودماء الشهداء تصرخ طلبا للعدالة وﻻ من يلبّي.
عام والشهداء اﻷحياء يلملمون أشلاءهم وﻻ من يبلسم جراحهم باعتراف أو حتى بسؤال أو اعتذار.
عام وأهالي الشهداء والمصابين يبحثون عن حقهم بمعرفة المسؤولين عن فاجعتهم، وﻻ من يشفي غليلهم.
عام مرّ على جريمة العصر  والمسؤولون غائبون عن السمع، وكأنّ أقوى تفجير بعد قنبلة هيروشيما لم يزلزل بيروت ولم يطح بنصفها، مخلّفا أكثر من مئتي شهيد وآﻻف المصابين والمشرّدين.
الرابع من آب تاريخ اغتيال عاصمة وشعب، وغياب العدالة جعله تاريخ ذلّ  يضاف الى  سلسلة الذلّ اليومي التي تخنق الناس في زمن الانهيار الشامل، وتاريخ عار لجميع المسؤولين في ما تبقّى من دولة لبنان.
تاريخ ظلم وظلام يطغى على العتمة التي يغرق فيها الشعب، وتزيده ظلمة وظلامة عتمة القلوب والضمائر لمن يفترض بهم أن يكونوا مسؤولين عن مصير الوطن والشعب.
الرابع من آب تاريخ يختصر كل المآسي التي عاناها شعب لبنان، حتى في أحلك أيام الحرب، ويجسّد قمّة الاهمال والاستهتار بحياة الناس، وقمّة اللامسؤولية في ممارسة الحكام  لواجباتهم، اذ  حوّلوا السلطة الى تسلّط، والمسؤولية العامة الى ملك خاص، لتمرير الصفقات والمصالح الشخصية. وفوق هذا كله نراهم يقمعون الشعب اذا ما اعترض أو صرخ مطالبا بأبسط حقوقه في في العيش الكريم، وخير مثال على ذلك هو قمع التظاهرات التي شملت كل لبنان احتجاجا على الوضع المعيشي المنهار، وقمع أهالي  شهداء الرابع من آب خلال التجمعات المطالبة بالحق والعدالة،  وكأننا في نظام بوليسي المطلوب فيه من الناس أن يموتوا بصمت حتى من دون اطلاق صرخة وجع…!
وأمام هذا الواقع المرّ  يطلق اتحاد أورا (الذي يضم الجمعيات الاربعة: الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة – لبنان (اوسيب لبنان)، لابورا، اصدقاء الجامعة اللبنانية (اوليب)، نبض الشباب (GroAct)) النداء التالي:
أوﻻ:
يستصرخ اتحاد أورا الذي يضم ما تبقى من ضمائر المسؤولين لتحقيق ما يلي قبل فوات اﻷوان:
-العمل بأقصى سرعة لكشف الحقيقة الكاملة لانفجار الرابع من آب.، ورفع اليد عن القضاء الحر والنزيه والكفوء في لبنان، لتمكينه من تحقيق العدالة الكاملة، سعيا الى تحديد المسؤوليات بكل شفافية وشجاعة، وتحقيق المحاسبة ومعاقبة المسؤولين عن هذه الجريمة المروعة.
-التعويض ﻷهالي الشهداء والمصابين والمنكوبين في بيوتهم وأملاكهم، وإنشاء صندوق خاص لإعادة الإعمار دعم المؤسسات المتضررة لمساعدتها على النهوض واستئناف أعمالها.
ان النقاط المذكورة هي أبسط واجبات المسؤولين أمام هول الفاجعة، وهي  كفيلة اذا ما تحققت بشفاء بعض من غليل أهالي الضحايا والمنكوبين،  وبرد بعض اﻷمل الى قلوب اللبنانيين الرازحين تحت أثقل اﻷحمال وأصعب الظروف.

 

 

ثانيا:
-ﻻ يسع اتحاد أورا وهو يستذكر ذكرى الانفجار اﻷليم، اﻻ أن يوجه تحية اجلال الى أرواح جميع الشهداء الذين أصبح حقهم مسؤوليتنا وضمانتنا للاستمرار في النضال، وبينهم العشرات ممن تعاونوا أو تدربوا مع لابورا، بالاضافة الى شهداء الجيش وفوج إطفاء بيروت الذين سقطوا شهداء الواجب.
-تحية احترام وتقدير للدفاع المدني والصليب الأحمر وكل الجمعيات والمنظمات التي شاركت  في أعمال الاغاثة والاسعاف وكل انواع المساعدة.
-تحية تقدير واحترام الى كل الشعب اللبناني وبخاصة الشباب الذين نزلوا باللحم الحي لاسعاف المصابين، و بالرفوش والمكانس لرفع اﻷنقاض، مقدمين بذلك أرقى مثال على التعاون والتعاضد والمحبة والأخوة.
ثالثا:
يتوجه اتحاد أورا بالتهنئة الى الجيش اللبناني في عيده، محييا اياه على جهوده بعيد الانفجار  وعلى تضحياته في جميع الظروف ليبقى الضمانة الوحيدة للحفاظ على اﻷمن والاستقرار في أصعب المراحل التي يمر بها لبنان. وفي عيد الجيش يهنىء اتحاد أورا كذلك الضباط الجدد الذين انضموا الى صفوفه في الأول من آب، وعددهم 157 ضابطا.
رابعا:
وأخيرا وليس آخرا، يردد اتحاد أورا صرخة قداسة البابا فرنسيس الى المسؤولين اللبنانيين خلال لقائه في ١ تموز الماضي مع المرجعيات الروحية المسيحية في روما القائلة: “كفى أن تسيطر أنصاف الحقائق على آمال الناس!”، لأن أوان كشف الحقيقة قد حان. ويضم اتحاد أورا صوته الى صوت قداسة البابا  في تذكير المسؤولين اللبنانيين بأن “ﻻ سلام بدون عدل”، ولذلك فإن أولى الخطوات نحو السلام في هذه المرحلة، تبدأ بتحقيق العدالة في انفجار ٤ آب.
ويتوجه اتحاد أورا الى الشعب اللبناني بصوت قداسة البابا أيضا وبكل ايمان ورجاء بالقول: “ﻻ تيأسوا وﻻ تفقدوا روحكم، ابحثوا في جذور تاريخكم عن الرجاء، لتزهروا وتزدهروا من جديد…”