عقد مكتب المؤتمر المسيحي الدائم (المؤلف من ممثلين عن جميع المذاهب المسيحية في لبنان) اجتماعاً إستثنائيّاً أمس للبحث في التطوّرات الخطيرة المتعلقة بقضية الوجود المسيحي في الدولة، وقد صدر عن الإجتماع البيان التالي:

“يتابع المؤتمر المسيحي الدائم- من خلال المعطيات التي توفرها له لابورا إحدى جمعياته المؤسسة- بعين القلق والخشية إلى استمرار مسلسل تغييب المسيحيين عن الدولة وتآكل حضورهم في المواقع السياسية، بدءاً من رئاسة الجمهورية مروراً بحاكمية مصرف لبنان و المديريّات التي شغرت في وزارة الأشغال وصولاً إلى إدارة الجمارك واللائحة تطول… وهذا المسلسل المستمر تتوالى فصوله بسرعة قياسية مما يرفع من مستوى اختلال التوازن وينذر بتغيير وجه لبنان المتنوّع، مع سطو مكوّن على مراكز مكوّن آخر والإمعان في ضرب أسس الشراكة التي يقوم عليها الدستور.

ويستغرب المؤتمر الصمت المدوّي للمسؤولين المفترض أن يكونوا مؤتمنين على شعبهم، بخاصة أولئك الذين يتحفوننا بالشعارات الفارغة عن حقوق المسيحيين التي لم نجن منها إلا المزيد من التقهقر والتغييب. ويهيب المؤتمر بهؤلاء المسؤولين التنبه لهذه الأمور المصيرية وإلى الإنفتاح على أي مبادرة جدّية للحوار بين المسيحيين، بخاصة مبادرة بكركي الأخيرة.

ويشدّ المؤتمر المسيحي الدائم على يد كلّ من غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وسيادة المطران الياس عودة اللذين لا يألوان جهداً إلا ويسخّرانه من أجل الوصول إلى حلّ لهذه الأزمة الوجودية، ولا يوفّران خطاباً أو عظة إلّا ويحذران فيها من الإستهداف الذي يطال المسيحيين ويناديان بضرورة انتخاب رئيس للجمهورية واستعادة الشراكة الحقيقية.

كما يحذّر المؤتمر الشركاء في الوطن من مغبّة الإستمرار في سياسة قضم الحقوق واحتكار المناصب وإفراغ المراكز والإستيلاء عليها والإحتيال على الدستور، داعياً إيّاهم إلى رفض المشاركة في المؤامرة ضدّ المسيحيين لأنها مؤامرة ضدّ لبنان بالدرجة الأولى وضدّ وجوده وكيانه، لأن لبنان لا يقوم إلا بجناحيه المسيحي والمسلم، والمركب إن غرق فلا نجاة لأحد.

وأخيراً يدعو المؤتمر المسيحي الدائم جميع اللبنانيين، بخاصة المسيحيين إلى محاسبة المسؤولين الذين انتخبوهم ومطالبتهم بحقوقهم المسلوبة، وإلى تحكيم الضمير أمام صناديق الإقتراع عند كل انتخابات. كما يدعو المؤتمر جميع أصحاب الضمائر الحية والإرادات الطيبة والوطنية من المسؤولين السياسيين والروحيين إلى الوقوف صفّاً واحداً والتصدّي لمؤامرة تدمير كيان لبنان الذي من دون المسيحيين لم ولن يكون.